قلم رصاص ...



كيف ابدأ فضفضتى بعد غياب طويل عن كل شىء ..تبدو الكلمات غريبة..والمحاولة عبثية للخروج من ظلمة الفراغ الذى احتوانى.
فى مشهد لاحد الافلام ..كانت البطلة تردد لنفسها ان كل شىء سيصبح على مايرام ..هناك مسئوليات تنتظرها ..
الحياة لا تتهادى فى نهر واحد هناك دائما تفريعات  تصب فيها حتى اذا ماانغلق احدهم ..فلابد وان تجد مجراها فى اخر ..
وعلى هذا الاساس عقدت العزم على ان تصب حياتها فى مجرى اخر دون كلل من المحاولات الفاشلة ..
تعتقد احيانا انك فى ضباب كثيف تتمنى من اعماقك ان ينجلى وتتكشف السماء صافية وتتضح امامك الرؤية من ثم تجد الطريق بيسر  بعد ان افقدك الضباب القدرة على التمييز ...
لكن حالة الضباب لا تلبس ان تزداد كثافة وتجد نفسك مجبر على التخبط ومحاولة تلمس الطريق بعناء شديد ..
يسقط فى ذهنك المرهق سؤال  هل للاخرين مكان؟؟؟
 ..فى وقت ما تجد كلمات الاخرين بلا اى جدوى ..بل ان الحديث 
يثير امتعاضك وثورتك عليهم وعلى نفسك اذ كانت سببا فى تصويب مزيدا من السهام اليك ..
هناك من يحثك بااخلاص وهناك من يحفظ نص النصح والارشاد كما قال الكتاب وانت تبغض الكلمات الرنانة التى لا نفع منها 
سوى ان قائلها يعتقد انه امتلك الحكمة كاملة لترديدها على من يعتقده  بائس فىا لحياة وبحاجة لحكمته حتى يستطيع المواصلة 
والحقيقة انك لا تستمع لهولاء الا كواجب ثقيل الظل مرهق لاننا بطبيعة الحال نعرف ان الشمس تشرق وانها تغرب وان الليل بدون قمر مظلم وان الانسان بدون هواء يموت  كلها حقائق  نحفظها عن ظهر قلب فلا اعتقد ان احدنا بحاجة الى سماعها من اخر ..
لكن هناك وقت تتخلى فيه عن كياستك وذوقيات الحديث وتشير ان كفى لا تريد الانصات لمزيد من الهراء ..ولا تود النصح
بل انك تصل حد رفض اجراء اى حوار مع اى كان  من الكائنات المحيطة التى تشبهك كثيرا لكنها فقدت بريق اهميتها 
اصبحت هى الاخرى من مثيرات الملل والاكتئاب ومزيدا من الكثافه الضبابيه التى  تغلف عالمك ..
بالطبع لكل قاعدة استثناء ما  لكنه نادر ايضا ولن يكون رهن اشارة  لمزاجيتك ..فتهم بفقده هو الاخر ..
لتصل فى وقت ما الى حقيقة انك وحدك تماما..وان الوحدة لا تثير مللك وانك لا تشتاق الاخرين ولا تفتقدالحياة ولا تجد ان هناك مكان يلائمك فى عالم يموج باافعال لا تثير اهتمامك ولا تحرك فيك ساكن ..
ورغم ان الحقائق اصبحت واضحة الا انك مجبر على ان تظل فى بحثك عن طريق لا يغلفه الضباب.. تستريح على قارعته قليلا
وتلتقط انفاسك المثقلة بهموم لم تعد تذكرها ..
تتمنى احيانا لو ان حياتك كتبت بقلم رصاص  فيسهل محوها  لتبدأ من جديد ..
تتمنى لو تعرف ماذا فعلت ؟؟ مالذى يجب عليك فعله؟؟
والى متى يحتلك السآم ؟؟؟؟


15-4-2010

ليست هناك تعليقات: