
عيد
كنت فى عملى اول ايام العيد ..معظم زملائى تهربو من نوبتجيه عمل صباح العيد..
اما انا ولانى اعلم انى فقدت بهجه العيد منذ زمن لا اذكره ..فلا ابالى بالعمل ..
بل انى اعتبرتها فرصه طيبه للخروج اول ايام العيد لاطالع البهجه فى وجوه اخرى لم تفقده ..
تلقيت عبر بريدى الالكترونى وعبر رسائل الهاتف المحمول رسائل لا تعد للتهنئه بالعيد
ورددت عليهم بالمثل وربما اصبح العيد مرتبط لدى هاتفى بتخمه فى الرسائل تضطرنى الى حذف القديم لاستيعاب الجديد ..
مجاملات ..بعضها حقيقى والاخر ليس اكثر من واجب لابد منه ..وانا اكره المجاملات ..احب ان افعل مااشعره فقط ..
ربما لهذا توقفت عن زياره الاقارب منذ سنوات عديده ..لم يحزنهم غيابى وانا ايضا لم احزن ولم افرح ..
هناك علاقات متعادله يتساوى طرفاها ..اتو ام ذهبو ..لن ابحث كثيرا ورائهم ..فقدت فرحتى الطفوليه بتجمع العيد
ومايحمله من لقاءات كنت احبها فابنه الخال والعم ذهبو فى متاهات الحياه ..وذهبت انا ايضا ..
وبعضهم ينعتنى بالكبر ..انا ايضا لا ابه لكلماتهم لم اعد ابكى واغضب لما اسمع ..اصبحت ابتسم ..ابتسامه من لا يبالى ...
ربما تذكرت الاقارب ..لانه العيد ...
اعتقد ان اكثر الاوقات حزنا هى تللك التى يفترض فيها الفرح ..ان العيد يعنى الفرح والانطلاقه والضحك والخروج عن نهج الحياه المالوف
وهذا لم يحدث ..
لكنى بصدق انتظرت ان اراه فى وجوه الاخرين ..
وهذا ايضا لم يحدث ...
بعد خروجى من عملى واثناء عودتى لمنزلى كنت اتطلع الى الوجوه والشوارع وابحث فيهم عن بهجه العيد ..عن اى شىء يخبر عن العيد
ولم اجد ..
لاحظت فقط طوالبير كثيره لمنتظرى شىء من طعام الذبيحه ..ام واطفالها ..فتيات صغيرات ..وجوه عابسه..وملامح تنطق بالذل والاهانه
حتى الاطفال حتى اطفال الجيران ..لا شىء جديد بهم يدل عن قدوم العيد...
كانت امى تشترى لى ملابس خاصه بوقفه العيد وملابس اخرى لكل يوم حسب العيد..وكنت افتخر بملابسى الجديده وحذائلى الجديد
وانطلق بفرحه الاطفال لاشترى كل مالذ وطاب ..
ولم اكن وحدى ..كانت اشياء عاديه تحدث لانه العيد ...
لم ارى فى مدينتى عيد ..سالت زملائى ربما صادفهم العيد ..وجدت نفس الاحساس ..
شعور غريب بالضيق والحزن ..
هناك من استمر فى متابعه واجبات العيد ..وقد فقد احساسه ..وهناك من نسى انه عيد..
ربما ظروف المجتمع تفقدنا الاحساس شىء فى شىء ونقترب من الجماد..
لكن ماذنب الصغار ؟؟؟
عيد جديد
حزين
كل عام وانتم بخير