الجمعة، 25 يناير 2008

احتراق.....


لم تحاول يوما ان تكون اخرى ..لم تتقمص دور لاحدى الشخصيات المبهره ولم تضع قناع يجعل هاله الجمال تضىء حولها..
تبدو لمن لا يعرفها هادئه ..وقد تبدو دافئه ان اقتربت ..لكن ما ان تعبر الاسوار وتقترب اكثر حتى تستشعر النيران

التى تختفى وراء انعزالها ..
لم تسمح يوما لاحد بالاقتراب من مدار الاحتراق..
اخبرها احدهم انها ا كثر من جميله ورائعه وانها بحق مبهره ..ابتسمت له مخبره اياه ان الجميل يرى كل شىء جميل ..
انفجرت الضحكات داخلها ..لو يعلم كم تعاستها ..لعرف ماتعانيه ومااتهمها يوما بالجمال ..!!
يبدو لها احيانا ان الجمال صفه يتصف بها المرفهون وهى لا وقت لديها لتصبح جميله ..ترى للجمال عنايه ورقه وربمااستكانه ..

وهى لم تمتلك يوما وقتا للعنايه برقتها ولم تكن ابدا رقيقه ولا احسبها يوما استكانت كالاخريات ...!!
خلف ظاهر الهدوء يكمن الالم وتتجلى الصراعات داخلها ..مشحونه صاخبه .. يزدحم يومها باالاف الاسئله المعلقه فىالهواء..تتخفى خلف آراء متزنه ..بينما تستعر النيران بداخلها ..تضىء الاركان الخفيه..تتوهج الذكريات المريره ..

تلتحف الوحده فى النهايه..لتمارس طقوس البكاء بعفويه امام نكباتها وتجثوعلى اعتاب الالم راجيه اياه ان يتركها او ان ينهى الحياه..!!!
احيانا يخيل لها ان الحياه توقفت هنا ..عند احبة تخاذلو واحلام فقدت ملامحها ..ولم تعد تعرفها..يعتقد البعض فى شجاعتها..

ويتخيل اخرون انها لا تهاب القادم..والبعض يراها مثال يحتذى به..اذ ان الصمت يعتقد فيه قوة..لم تصرخ الما امام احدهم ..

ولم تدمع لها عين ..فقط يرى الاخرين منها مااردو ان يرو ..!!
ومن يستحق ان يرى احتراقات قلبها ..واختناقها ومن بحق السماء يستحق ان يرى انفجار بركان الدموع..
اخبرتها
فليذهب الجميع الى الجحيم..
لم اعد اكترث ..لن اتزوج وفقط..!!
تحدثت الى امها بهدوء واتجهت الى غرفتها واغلقت الباب ارتمت على حافه الذكريات وانسكبت الدمعات حاره!!!
فى حين اشتد الحوار صخبا
اوقفت الجميع بصوت يرتفع فوق صراع لا ينتهى ..
لن يعود..لا فائده من معاوده ذات الحوار وذات الانتظار
توقفوا فقدنا كما فقدناه ..
حدثيه..
فقدنا لغه الحوار منذ زمن ولم يعد لكل الهراء معنى
مانفعله هو البكاء على اللبن الذى انسكب بالفعل
مانفعله هو استمرار مضنى لتعذيب الذات
فقط اوقفو المهزله انا لا اذكره ولا اريد
القت كلماتها بقوة وعم الصمت
اتجهت الى الامها تتدثر بها بكل هدوء..!!
هذا الصباح افتقدته كثيرا..
ارادت فقط ان تهاتفه لتخبره اشتاق اليك..
اشتاق انتظارك لى ولثرثراتى وصخبى..اشتاق قفزاتى الطفوليه امامك و حملك لى كعصفور صغير.
اشتاق رحابه قلبك ومناوشات الدمع على اعتاب عينيك السوداء حين تصيبنى الحمى..
وعصير البرتقال الذى دأبت على صنعه لى فى تلك الفترات البعيده كما اخبرك اطبيب وملازمتك لفراشى ..
اشتاق احلامنا وجلدنا عند الازمات ..
حين القى من تحب عليها بقنبله الفراق..وحين امتلات الحياه بدوى قاتل واوشكت على الانهيار..
لم تبحث عن احد سواه ..
ولم تجده..!!!
اخبرتها صديقتها ان عليها مراجعه طبيبها والاهتمام بصحتها التى تذبل رغم مسحه الثبات التى تحاول ان تطلى بها الهالات السوداء و التى تكاثفت حول عينيها تعلم جيدا ان الذبول يتمكن منها يوم بعد يوم..
ضحكت حتى قاربت دموعها على الظهور ..
وبلا مبالاه اجابت
لما ؟؟
تناثر غضب صديقتها
واتهمتها بالانتحار
قابلت غضبها بمسحه ايمان -لم تصدقها -
انا اهتم اعلم ان نفسى ملك لخالقها وانا اعى ذلك تماما
سمعت داخلها صرخه كاذبه تنطق بها كل الخلايا
هى فقط تهمل مااستطاعت فى محاوله لانقاص مخزون الايام سريعا
علها تصل النهايه ..!!
حتى فناجين القهوه التى تعشقها رغم انها تزيد الامر سوء
تعلم تمام انها تعشق فيها تمردها على ماقدر لها من الالم
فقط محاوله يائسه وربما مجنونه
لمنتحره تحاول ان تبدو شهيده !!!

ليست هناك تعليقات: