الأحد، 27 يناير 2008

اغتراب ....


يكبرنى بعامين ...
كان كثير الصمت ،وكنت كثيرة الكلام ...
اعتدنا جلسات السمر المسائية ليقدم كل منا تقريره إلى الآخر ..
كان الرابط الوحيد بينى وبين عالم الرجال..
فى دراستنا الجامعيه، كنت انتظر نهاية كل أسبوع لأعود إليه بتقاريري وثرثرتي عن صديقاتي ،وتلك الحياة الجديدة التى أحياها ..
.اعتاد أن يخبرني أني حبيبته ...و زنبقته الرقيقه..

حين انتهت دراسته، بدأ عمله سريعاً وبكل حماس ..
اليوم أصبح مهندساً ..
عملاقاً كان فى عيني ..حين تطلب الأمر الغربه ،بكيت كثيراً لفراقه ..
أقربهم كان إلى قلبي وعقلي ..
.فى ذلك اليوم ،ربت على كتفي ..قبل جبيني ،وأخبرني أني حبيبته وزنبقته الرائعه
.رحل ..
أخذته الليالي الباردة والجافة ...
والتى - شيئاً فشيئاً- صنعت منه آخر ...جمود يتعرىمن المشاعر ..
وثلوجاً من الغربةِ تبني جدراناً ...
بصوت أمتلىء بروده، هاتفني كيف حال حبيتي وزنبقتي الرائعه ؟؟؟

ازدادت الأحمال ،وابتعدت الأيام .. وابتعد معها ..
أرسل لي صورة حديثة .. ازداد سمرةً..
وشيئاً باهتاً غلف روحه ،وخبى بريقٌ كان يميز عينيه...
وعلى ورقةٍ صغيرة..إهداءٌإلى حبيبتي وزنبقتي الرائعه.

فى أول زيارة بعد غربته فى بلاد البترول الجافه ..
.حاولت أن أراه ..شىء ما أخذه هناك ،ربما تلبسته الوحده..
فما عاد يعرف ثرثرتنا ،ماعاد يعرفنا ...
يهيم بنظره بعيداً ..أطاردُ نظراته، وأعدو خلفها، لا أجد لها مرفأ..
يشتعل في قلبي سؤال ،ويخبو عند أقترابي من النطق،من أنت ؟؟؟..
عملاق كان فى نظري ...أحدُانا كَبِر ،والآخر تقزم ..
.أراه الآن من أعلى...

حين هبت إحدى العواصف ،ابتعد ....
غاب فى قوقعتهِ ،التي يحتمي بها ...
ترك فراغاً يسعُ مزيداً من العواصف.....

أخي.
.ذبلت زنبقتك ،التي كانت رائعه ..

هناك تعليق واحد:

Ana يقول...

الله .. أعجبنى هذا البوست .
ليتك تعدلين فى إعدادات مدونتك لإظهار روابط الرسائل القديمة مقسمة بالشهور لسهولة التصفح وكذلك إضافة تاريخ كتابة كل تدوينة .. أعكف على قراءة مدونتك كاملة فاستعدى للامتحان ..
جابر واقف اهو ومعاه الفلكة .